لقد تحول تعلم التداول في الأسواق المالية العالمية إلى مهمة أكثر يسرًا وسهولة في الوقت الحالي. بفضل التكنولوجيا الحديثة والوصول المتاح للإنترنت واستخدام الأجهزة المحمولة كالكمبيوترات النقالة، أصبح بإمكان أي شخص الآن أن يبدأ رحلته في تعلم فنون التداول بكل سهولة في هذا السوق الضخم الذي يصل حجمه إلى تريليونات الدولارات. يشمل هذا السوق مجموعة واسعة من الأصول المالية مثل العملات الأجنبية، صناديق الاستثمار، أسهم أكبر الشركات العالمية، بالإضافة إلى موارد الطاقة، المعادن الثمينة، وغيرها من السلع المتاحة. يمكن تجميع كل هذه الأصول في منصة تداول واحدة، مما يسهل عليك الأمر ويوفر لك فرصًا استثمارية تساعدك على تحقيق الأرباح.
ومع ذلك، نظرًا لوجود العديد من الخيارات المتاحة – بأكثر من 3000 سوق قابل للتداول – قد يكون من الصعب تحديد نقطة البداية وفهم كيفية تعلم التداول بطريقة فعالة. هذه الأسئلة قد تكون محيرة للغاية للمبتدئين.
لذلك، يُعد تعلم التداول بأسلوب منظم ومبسط أمرًا ضروريًا. من خلال تلقي التدريب التدريجي على التداول، ستتاح لك الفرصة لفهم الأساسيات والتقنيات المتقدمة في التداول بشكل أفضل وأكثر فعالية.
لكي تبدأ رحلتك في تعلم التداول، من الضروري تحديد نقطة الانطلاق بوضوح وتجهيز نفسك بالأدوات والمعدات اللازمة منذ البداية. لا يكفي فقط المشاركة في دورات تعلم تداول العملات للمبتدئين؛ بل يجب أن تتأكد من توفر الأدوات ومنصات التداول الضرورية لتطبيق ما تعلمته من استراتيجيات وأفكار التداول.
للشروع في تعلم التداول، يتوجب عليك التجهز بما يلي:
اختيار وسيط تداول:
إذا أردت شراء الذهب أو أسهم شركة مثل Apple، فأنت بحاجة إلى وسيط يربطك بالبائعين والمشترين في السوق. يوفر الوسيط منصة يمكن من خلالها إجراء الصفقات بسهولة وسرعة، وذلك بفضل التكنولوجيا الحديثة. من الضروري اختيار وسيط يتمتع بسمعة جيدة ويحمل تراخيص موثوقة لضمان أمان رأس مالك. يجب ان تمتلك الشركة تراخيص موثوقة من هيئات مالية عالمية مثل هيئة الأوراق المالية الأردنية JSC، هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة FCA، لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية ASIC، هيئة الرقابة المالية الإستونية، ولجنة قبرص للأوراق المالية والبورصات CySEC. بالإضافة إلى ذلك، يجب ان تتضمن منصات التداول سياسات لحماية الرصيد السلبي، وهو أمر مهم للغاية لحمايتك من التقلبات السلبية في السوق.
حساب التداول
تعتبر منصة التداول والحساب التجريبي من الأدوات الأساسية لأي متداول يسعى لفهم وإتقان فن التداول. منصة التداول تمكنك من متابعة الرسوم البيانية التي تعرض تاريخ أسعار الأداة التي تتداولها، كما تزودك بالأدوات اللازمة لوضع وإدارة صفقاتك. في بعض الحالات، قد يختار بعض المتداولين استخدام منصات تداول مستقلة عن تلك المقدمة من وسطائهم، ولكن مع التطور التكنولوجي، أصبح من الممكن الجمع بين منصة الرسوم البيانية ومنصة التداول في حل واحد، كما هو الحال مع منتجات MetaTrader التي تقدمها شركة Admirals.
تقدم شركات التداول و الوسطاء المرخصين المنصات التالية للتداول:
- ميتاتريدر 4: منصة شائعة تستخدم لتداول مجموعة متنوعة من الأدوات المالية.
- ميتاتريدر 5: نسخة محدثة تقدم ميزات إضافية وخيارات أوسع للتداول.
- ميتاتريدر ويب تريدر: منصة تداول تعمل عبر الإنترنت دون الحاجة لتحميل أي برامج.
- c Trader
- تطبيق تداول خاص : قد تطور شركات التداول تطبيقاً خاصاً
تتيح هذه المنصات التداول في مجموعة واسعة من الأسواق مثل المؤشرات العالمية، السلع، مصادر الطاقة، والأسهم. بالإضافة إلى ذلك، توفر جميعها خيار التداول في سوق العملات (الفوركس).
الجانب الأكثر أهمية في هذه المنصات هو إمكانية استخدام حساب تداول تجريبي. يمكّنك الحساب التجريبي من تطبيق خطة “تعلم الفوركس في 4 خطوات” وممارسة مهارات واستراتيجيات التداول في بيئة خالية من المخاطر. هذا الأمر ضروري لبناء الثقة والخبرة قبل الانتقال إلى التداول الفعلي بأموال حقيقية.
بعد تجهيز نفسك بالأدوات المناسبة، يمكنك الانتقال إلى مرحلة الدورات التعليمية والتدريب على التداول، والتي سيتم توضيحها بشكل أكثر تفصيلاً لاحقًا في هذه المقالة.
تعلم التداول من الصفر
عند البدء في تعلم التداول من الصفر، من المهم جدًا أن تقوم ببناء أساس قوي ومتين لمعرفتك. قبل الغوص في خطة “تعلم التداول خطوة بخطوة”، من المفيد أن تقضي بعض الوقت في دراسة وفهم أساسيات التداول ومكوناته الأساسية. كمتداول مبتدئ، قد تشعر بالرغبة في تعلم كل شيء عن التداول، لكن من الأهمية بمكان التركيز على التعلم التدريجي وتقسيم المعلومات إلى أقسام صغيرة ومدروسة.
إليك بعض العناصر الأساسية التي يجب التفكير فيها عند بدء تعلم التداول بالعملات والأسهم:
- تحديد الإطار الزمني للتداول: بما أن معظم المتداولين يكون لديهم جدول حياة مزدحم ومليء بالمهام، من المهم تنظيم وقت التداول بكفاءة. على سبيل المثال، في سوق الفوركس، الذي يعمل 24 ساعة في اليوم خلال أيام الأسبوع، من المهم تحديد الأوقات التي ستقوم فيها بالتداول وتحليل الأسواق لتجنب الشعور بالإرهاق أو الإحباط.
- فهم جلسات التداول الرئيسية: هناك ثلاث جلسات تداول رئيسية يجب أن تكون على دراية بها:
- الجلسة الأوروبية (من 6 صباحًا إلى 5 مساءً بتوقيت جرينتش)
- الجلسة الأمريكية (من 1 مساءً إلى 9 مساءً بتوقيت جرينتش)
- جلسة آسيا (10 مساءً – 5 صباحًا بتوقيت جرينتش)
- التعرف على الأطر الزمنية المختلفة: منصات التداول توفر الوصول إلى مجموعة من الأطر الزمنية المختلفة، مثل الرسوم البيانية الشهرية، الأسبوعية، اليومية، كل 4 ساعات، كل ساعة، كل 30 دقيقة، كل 15 دقيقة، كل 5 دقائق، وكل دقيقة. فهم هذه الأطر الزمنية يساعدك في تحليل تحركات الأسعار وتحديد الفرص التجارية بشكل أفضل.
ادوات التداول
تحديد الأسواق التي ستركز عليها أثناء تعلم التداول هو خطوة حاسمة في رحلتك نحو أن تصبح متداولًا ناجحًا. بعد اختيار جلسات التداول والأطر الزمنية التي تناسب أسلوب حياتك وجدولك، يجب أن تقرر أي الأسواق ستتداول بها. توفر منصات التداول عبر عقود الفروقات الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأسواق، بما في ذلك:
- سوق الفوركس
- المؤشرات العالمية
- الأسهم الأوروبية
- الأسهم البريطانية
- الأسهم الأمريكية
- صناديق الاستثمار المتداولة (ETF)
- اصول الطاقة
- ااصول المعادن الثمينة
- السلع الغذائية
- السندات و الصكوك
من المستحسن أن تبدأ بتعلم التداول في سوق أو اثنين فقط في البداية. عندما تشعر بالثقة والإلمام بالأسواق التي اخترتها، يمكنك بعد ذلك البدء في استكشاف أسواق أخرى.
بالنسبة للأدوات التي ستستخدمها في اتخاذ قراراتك لفتح الصفقات، فإن معظم المتداولين يعتمدون إما على التحليل الفني أو التحليل الأساسي، أو مزيج من الاثنين. التحليل الفني يركز على دراسة مخططات الأسعار، المؤشرات التداولية، والنماذج المشكلة على الرسوم البيانية. منصة MetaTrader توفر مجموعة واسعة من مؤشرات التداول المجانية التي تساعد في تحديد الاتجاهات ونقاط التحول في السوق.
أما التحليل الأساسي، فهو يشمل دراسة البيانات الاقتصادية وأخبار الشركات لتحديد الاتجاهات ونقاط التحول التي تؤثر على الأسواق. يعتقد البعض أن استخدام التحليل الأساسي يتطلب خلفية قوية في الاقتصاد، ولكن هناك العديد من المصادر مثل المفكرات الاقتصادية ومدونات التداول التي يمكن أن تقدم المساعدة في هذا الصدد.
من المهم التأكيد على أن كلاً من التحليل الفني والأساسي يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في اتخاذ قرارات التداول، والاستخدام المتوازن والمتكامل لهما قد يؤدي إلى نتائج أفضل.
ادارة المخاطر
إدارة المخاطر هي جزء حيوي من استراتيجية التداول الناجحة، وهي تلعب دورًا مهمًا في تحديد مدى نجاحك كمتداول. القدرة على وضع الصفقات المربحة تتطلب أكثر من مجرد فتح حساب ووضع أوامر الشراء والبيع؛ فهي تتطلب فهمًا واضحًا لكيفية إدارة المخاطر بفعالية.
- تجنب الاعتماد على العاطفة: يرتكب العديد من المتداولين الجدد خطأ الاعتماد على “الشعور” أو “العاطفة” عند اتخاذ قراراتهم التداولية. هذا يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير متوقعة وغير مستقرة على المدى الطويل.
- استخدام الأدوات والمؤشرات المتاحة: من المهم استخدام الأدوات والمؤشرات المتاحة على منصة التداول لتحسين قراراتك.وسطاء و شركات التداول تقدم مجموعة واسعة من الأدوات التي يمكن استخدامها لإدارة المخاطر، مثل إعدادات الحماية من التقلبات غير المتوقعة.
- أوامر وقف الخسارة وأخذ الربح: من الأساسيات في إدارة المخاطر استخدام أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss) وأوامر أخذ الربح (Take-Profit) للحد من الخسائر وتأمين المكاسب. هذه الأوامر تساعد في ضمان عدم تأثر تداولاتك سلبًا بالتقلبات الحادة في السوق.
- تحديد نسبة المخاطرة لكل صفقة: من المهم تحديد نسبة معينة من رأس المال الذي ترغب في المخاطرة به في كل صفقة. هذا يساعد في تجنب المخاطرة بجزء كبير من رأس مالك في صفقة واحدة.
- تقييم الظروف السوقية بشكل مستمر: تقييم السوق بشكل دائم وفهم الظروف المحيطة يمكن أن يساعدك في اتخاذ قرارات أكثر استنارة وتقليل المخاطر المحتملة.
إدارة المخاطر بشكل فعال لا تقتصر فقط على تقليل الخسائر ولكن أيضًا تعزيز فرصك في تحقيق الأرباح على المدى الطويل. من الضروري أن تكون جزءًا أساسيًا من استراتيجية التداول الخاصة بك.