التحليل الفني هو أحد أهم الأدوات المالية التي يلجأ إليها أغلب المستثمرين والمتداولين الراغبين في اتخاذ قرارات بشأن أسهم معينة سواء بالبيع أو الشراء وذلك لأن التحليل الفني هو مقياس لمدى أداء ومستقبل سعر السهم، من خلال العديد من المؤشرات الفنية المحددة على العكس من التحليل الأساسي الذي يقيس مجموعة من العوامل الشاملة المؤثرة في الشركة أو القطاع.التحليل الفني يعد العمود الفقري لاتخاذ قرارات مدروسة في أسواق الأسهم. هذا النوع من التحليل يمكن المستثمرين من رسم خريطة توقعات دقيقة لتحركات أسعار الأسهم، اعتماداً على دراسة معمقة للبيانات السابقة والتحولات الملحوظة في الرسم البياني للأسواق.
التحليل الفني وتعريفه
يعرف التحليل الفني بأنه أداة يتم من خلالها تحليل الأصول المالية وأسعار الأسهم، عن طريق إدارة بيانات أسعار الأسهم، واتجاهاتها في الماضي بهدف توقع اتجاهاتها في المستقبل، من خلال الاعتماد على الرسوم البيانية والتغيرات في السعر، والعديد من المؤشرات الفنية المختلفة.
شرح أنواع الأسواق المالية
هناك أنواع مختلفة من الأسواق المالية وهي كالتالي:
- سوق رأس المال ويساعدك على زيادة مقدار رأس مالك على أساس طويل الأجل، يتكون من سوقين أساسي وثانوي ويقسم إلى مجموعتين هم سوق السندات وسوق الأسهم.
- الأسواق المالية خارج البورصة وهي أسواق لا مركزية ليس له موقع مادي مركزي.
- سوق المشتقات وهو سوق مالي يتداول فيه الأوراق المالية التي تستمد قيمتها من الأصول الأساسية.
كيفية عمل الأسواق المالية والمؤثرات عليها
الأسواق المالية هي سوق أو مؤسسة تسهل تبادل الأدوات المالية والأصول المالية وقد يكون لها موقع مثل البورصات العالمية أو يتم تبادل الأصول من خلال أسواق موازية عبر الهاتف أو الإنترنت وبعضها صغير مع قدر بسيط من النشاط، أما في بعض الأسواق المالية فقد تصل أحجام التداولات إلى نحو تريليونات الدولارات من الأوراق المالية يوميًا، ويوفر السوق المالي منصة للمشترين والبائعين من أجل تداول الأصول، ويتم تحديد أسعار التداول عن طريق قوى السوق أو العرض والطلب الذي يساعد في تحديد أسعار الأوراق المالية، كذلك يساعدك في وضع استثماراتك في أكثر من أصل مالي مختلف.
أما المؤثرات عليها فقد لا تشير الأسعار في السوق المالية إلى القيمة الحقيقية للسهم بسبب بعض قوى الاقتصاد مثل الضرائب بالإضافة إلى تغير أسعار الأوراق المالية، لذلك هناك مخاطرة كبيرة عند التداول في السوق المالية مع حدوث أخبار سلبية عن الشركة وقد ينخفض سعرها إلى حد كبير ويؤدي إلى خسارة المستثمرين الأسهم التي يمتلكوها.
في سوق الأسهم، يعتبر استخدام العقود الآجلة أداة مهمة للمضاربة والتحوط. هذه الأداة تتيح للمتداولين الاستفادة من التحركات السعرية دون الحاجة لامتلاك الأسهم فعليًا. كيفية استخدام العقود الآجلة في التداول بالأسهم تتطلب فهمًا عميقًا للسوق، تحليل الاتجاهات، وتطبيق إدارة المخاطر. من المهم التعرف على الأحداث الاقتصادية والأخبار التي قد تؤثر على الأسعار، واستخدام التحليل الفني لتوقع تحركات السوق.
ماهية الرسوم البيانية وأهميتها في التحليل الفني
الرسم البياني هو عبارة عن انعكاس لأسعار الصرف التي تحدث بين مختلف الأدوات والأصول المالية الواضحة على المخطط البياني، وهي جزء هام من عملية التداول، لأنها تساعدك على تتبع الصفقات الحالية واكتشاف الاتجاهات المستقبلية لتلك الأسعار والتخطيط لصفقاتك المستقبلية.
خلال جلسة تداول واحدة، من المرجح أن يشهد السهم تقلبات لا حصر لها، إيجابية وسلبية، في سعره وحجمه. في مثل هذه الحالة، كيف يمكنك تسجيل مثل هذه الكميات الكبيرة من البيانات؟ بالتأكيد، يمكنك تسجيل جميع البيانات بتنسيق جدولي، لكن قراءتها ستصبح مرهقة بسرعة. هنا تكون مخططات التحليل الفني مفيدة.
الرسوم البيانية الفنية هي في الأساس وسائط تمثل البيانات بتنسيق رسومي. إنها تسهل القراءة واستخلاص النتائج من كميات هائلة من البيانات. تتميز مخططات التحليل الفني بأنها متعددة الاستخدامات بحيث يمكنها أن تمثل بدقة حركة السعر وحجم السهم لأي فترة زمنية محددة، تتراوح من يوم تداول واحد إلى عدة سنوات متتالية.
يمكن أن تساعدك الرسوم البيانية على فهم كيفية تحرك سعر السهم خلال فترة زمنية معينة من خلال رسم أربع نقاط سعر رئيسية. بالنسبة للرسم البياني الذي يوضح تحركات الأسعار خلال يوم تداول واحد، فهذه هي النقاط الأربع المهمة.
- سعر الافتتاح: هو السعر الذي يتم به تنفيذ الصفقة الأولى عندما تفتح الأسواق للتداول في الساعة 9.15 صباحًا.
- أدنى نقطة: هي أدنى سعر يتم عنده تنفيذ الصفقة في جلسة التداول.
- أعلى نقطة: هو أعلى سعر يتم عنده تنفيذ الصفقة في جلسة التداول.
- سعر الإغلاق: عندما تغلق الأسواق للتداول، فإن السعر الذي يتم عنده تنفيذ الصفقة النهائية لهذا اليوم يُعرف باسم سعر الإغلاق.
إن القدرة على تلخيص حركة سعر السهم بشكل دقيق وشامل هو السبب الرئيسي وراء اعتبار الرسوم البيانية الفنية جوهر التحليل الفني.
الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي
التحليل الفني يهتم فقط بتحديد سعر الأسهم في المستقبل من خلال مخططات الرسوم البيانية ومقارنتها مع الأسعار في الماضي لكن التحليل الأساسي يقوم بتحليل الأسعار في الماضي ويقارن مع الحاضر ويقوم بعمل نسبة بين القوائم المالية الصادرة من الشركة لمعرفة النمو ومقدار الأرباح السنوية.
في مجال الاستثمار، تعمل التحليلات الأساسية والفنية كأدوات حاسمة لأولئك الموجودين في السوق. ويركز التحليل الأساسي على البيانات المالية والمؤشرات الاقتصادية لتقييم القيمة الجوهرية للأصل، مما يجعلها أكثر ملاءمة لاتخاذ قرارات الاستثمار طويلة الأجل. وبدلاً من ذلك، يقوم التحليل الفني بفحص تحركات أسعار الأسهم واتجاهاتها لتحديد فرص الاستثمار. في حين يتم انتقاد التحليل الأساسي في كثير من الأحيان لأنه يستغرق وقتا طويلا وأقل فعالية للتداولات قصيرة الأجل، يتم انتقاد التحليل الفني لأنه ينظر إلى قيمة أقل من اتجاهات تحركات أسعار الأسهم.
تطوير استراتيجيات التداول الفعالة يتطلب فهمًا دقيقًا للتحليل الفني وأساسيات السوق. استراتيجيات التداول الجيدة تجمع بين التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج والتحليل الأساسي لتقييم القيمة الجوهرية للأسهم. يجب أن تشمل الاستراتيجيات تقييم المخاطر، تحديد الأهداف، ومراقبة السوق بشكل مستمر. التركيز على مبادئ إدارة المخاطر وتطوير القدرة على التكيف مع التغيرات السوقية أمر أساسي للنجاح.
إيجابيات وسلبيات التحليلات الأساسية والفنية
يوضح الجدول أدناه إيجابيات وسلبيات التحليل الأساسي و التحليل الفني:
| التحليل الأساسي | التحليل الفني |
| الايجابيات | الايجابيات |
| الفهم المتعمق : يوفر التحليل الأساسي فهمًا شاملاً للصحة المالية للشركة، بما في ذلك بيان الدخل والميزانية العمومية والتدفقات النقدية. | في الوقت المناسب : يتيح التحليل الفني اتخاذ قرارات في الوقت الفعلي بناءً على بيانات السعر والحجم. |
| التركيز على المدى الطويل : إنه مفيد بشكل خاص لاستراتيجيات الاستثمار طويلة المدى لأنه يحاول تحديد القيمة الجوهرية للأصل. | البساطة : غالبًا ما تستخدم تمثيلات رسومية، مما يجعل متابعتها أسهل من متابعة البيانات المالية المعقدة. |
| تخفيف المخاطر : من خلال تحليل الوضع المالي للشركة ووضعها في السوق، يجب على المستثمرين تقييم المخاطر المرتبطة بالاستثمار بشكل أفضل. | إدارة المخاطر : يمكن تنفيذ الأدوات، مثل أوامر وقف الخسارة، بعد استخدام التحليل الفني لتحديد مستويات الدعم أو المقاومة. |
| العوامل النوعية : يأخذ التحليل الأساسي في الاعتبار عوامل مثل جودة الإدارة، وقيمة العلامة التجارية، وسمعة السوق، والتي تعتبر حاسمة لنجاح الشركة على المدى الطويل. | رؤى نفسية : يمكن أن تعكس الرسوم البيانية معنويات السوق، مما يوفر نظرة سريعة على سيكولوجية المتداولين في السوق أو أصل معين. |
| قابلة للتكيف : يمكن تطبيقها على فئات الأصول المختلفة، بما في ذلك الأسهم والعملات والسندات. | قابلة للتكيف : يمكن استخدامها لفئات الأصول مثل الأسهم والعملات والسندات. |
| سلبيات | سلبيات |
| يستغرق وقتا طويلا : التحليل الأساسي يتطلب عمالة مكثفة، ويتطلب الغوص العميق في البيانات المالية، واتجاهات السوق، والمؤشرات الاقتصادية. | تحقيق الذات : قد تؤثر المؤشرات الشائعة على المستثمرين لاتخاذ قرارات مماثلة، مما يؤدي إلى انحراف السوق. |
| عدم الكفاءة على المدى القصير : قد لا يكون ذلك مفيدًا لاتخاذ قرارات التداول على المدى القصير. | الضوضاء : التقلبات قصيرة المدى يمكن أن تولد إشارات خاطئة. |
| الذاتية : العوامل النوعية غالبا ما تكون ذاتية ويمكن أن تختلف من محلل إلى آخر. | الذاتية : يمكن النظر إلى الأساليب والأنماط والمؤشرات بشكل مختلف اعتمادًا على المحلل. |
| لاعقلانية السوق : لا يعكس السوق دائمًا القيمة الجوهرية للسهم، خاصة على المدى القصير. | الافتقار إلى الأساسيات : يتجاهل التحليل الفني بشكل عام الصحة المالية الأساسية للأصول ويركز على أنماط الأسعار التاريخية. |
| الحمل الزائد للمعلومات : يمكن أن تكون وفرة البيانات الاقتصادية والمالية وغيرها من البيانات ساحقة وقد تؤدي إلى شلل التحليل. | الحمل الزائد للمعلومات : كثرة المؤشرات والأنماط يمكن أن تؤدي إلى شلل التحليل. |
مفهوم المؤشرات الفنية وأنواعها
المؤشرات الفنية هي عبارة عن رسوم بيانية يتم حسابها بواسطة معادلات رياضية معتمدة على البيانات التي توضحها لنا حركة السعر، وتستخدم في متابعة تحركات الأسعار وتوقع اتجاهات تحركاتها المستقبلية، وتعتبر من أهم أدوات التحليل الفني وتنقسم المؤشرات الفنية إلى عدة أنواع كالتالي:
- مؤشرات الاتجاه:
وتستخدم من أجل تحديد الاتجاهات وتنجح تلك المؤشرات أثناء الحركة الاتجاهية الطولية وتفشل عندما يكون السوق في اتجاه عرضي.
- مؤشرات الزخم:
تستخدم لقياس قوة الحركة السعرية بالمقارنة مع الفترات السابقة وذلك لتحديد مناطق انعكاس الاتجاهات ودمجها، واستخدامها مع المؤشرات الاتجاهية يزيد من احتمالية تحقيق أرباح الصفقات.
- مؤشرات السيولة:
تستخدم لتحديد مدى درجة نشاط السعر، ولها دور كبير في تحديد الفرص المناسبة في السوق وتستخدم لتحديد وقف خسارة الصفقات كذلك.
فهم الاختلافات بين أسواق الأسهم والعملات الأجنبية أمر حاسم لتطوير استراتيجيات تداول فعالة. تداول الأسهم يركز على الشركات وأدائها الاقتصادي، بينما يعتمد تداول العملات على العوامل الاقتصادية الكلية. الفرق بين تداول الأسهم وتداول العملات الأجنبية يشمل مستويات التقلب، السيولة، وآليات التداول. يحتاج المتداولون إلى تطبيق تقنيات تحليل مختلفة وتكييف استراتيجياتهم مع خصائص كل سوق.
مؤشرات الاتجاه والتذبذب والحجم والقوة وأهميتها
بالنسبة إلى مؤشرات التذبذب فهي أكثر المؤشرات فائدة في تحليل الأوراق المالية ويتم تداولها في نطاق معين، وتستخدم لتحديد وقت زيادة احتمالية حدوث انعكاس للاتجاه، وتتحرك مؤشرات التذبذب في الاتجاهات الأعلى والأسفل بين مستويات التشبع في شراء السهم وذروة البيع.
أما مؤشرات الاتجاه فهي المؤشرات التي توضح لك الاتجاه الذي تتحرك فيه الأسعار سواء في الاتجاه الصاعد أو الهابط، بينما مؤشرات حجم التداول هي المؤشرات التي تخبرك عن مقدار التداولات على أحد الأصول المالية خلال فترة محددة.
كيفية قراءة وفهم المؤشرات الفنية
تساعدك مؤشرات التحليل الفني في تقييم اتجاه وقوة الاتجاهات السعرية للسهم ولكن لا يعتمد المتداولين على مؤشر واحد فقط من أجل القياس بل يتم الجمع بين أكثر من مؤشر أساسي لتحقيق نتائج أكثر دقة وكل من تلك المؤشرات له فوائده الخاصة به ويستخدمها المتداولين الفنيين بنشاط مثل:
- مؤشر قناة السلع (CCI) وهو يقيس الفروق بين السعر الحالي ومتوسط سعر السهم التاريخي.
- مؤشر الماكد MACD هو أحد مؤشرات التي تظهر العلاقة بين متوسطين متحركين لسعر الأوراق المالية.
- مؤشر ايشيموكو وهو مجموعة من المؤشرات الفنية التي توضح مستويات الدعم والمقاومة، مع الزخم واتجاهات السوق.
استخدام التحليل الفني في صنع القرارات
ويهدف التحليل الفني بشكل أساسي إلى تحديد المستويات السعرية المقبولة للشراء أو البيع، أي تحديد وقت الدخول والخروج وتقييم الأسهم، وذلك بناء على المؤشرات الفنية مثل مؤشر القوة النسبية لتوضيح منحنيات الأسهم بدقة.
استخدام التحليل الفني في تقليل المخاطر
التحليل الفني يساعد على إعطاء المساهمين والمستثمرين صورة دقيقة أولية تجعلهم يستخدمون أوامر وقف الخسارة بشكل دقيق وصحيح مما يقلل من حجم الخسائر خاصة أن المتداول الذي يستخدم التحليل الفني يكون متداول يومي عليه أن ينتهي من الصفقة في
نفس اليوم وفي الوقت المناسب لتحقيق الأرباح.
فهم أساسيات التداول هو الأساس لأي استراتيجية تداول فعالة. يشمل ذلك معرفة كيفية تحليل الأسواق، فهم الأدوات المالية المختلفة، والقدرة على تطبيق التحليل الفني. اساسيات التداول تتطلب أيضًا فهم العوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر على الأسهم، وتطبيق مهارات إدارة المخاطر. من الضروري للمتداولين تطوير استراتيجية شاملة تشمل تحليل السوق، تحديد الأهداف، وتقييم المخاطر لتحقيق النجاح في التداول بالأسهم.
أبرز أسئلة شائعة
ما هو الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي؟
يهتم التحليل الفني بقياس أداء السهم من خلال معرفة حركات الأسعار في الماضي وبناء عليه يتم التنبؤ بوضعه في المستقبل على العكس من التحليل الأساسي الذي يقيس مجموعة من العوامل المؤثرة المختلفة من عوامل تاريخية للشركة وقراءة البيانات الداخلية مثل الميزانية العامة وتقارير نسبة الربح وغيرها.
هل يمكن استخدام التحليل الفني لتقليل المخاطر في الاستثمار؟
نعم يمكن أن يقلل المخاطر إذا كنت تقوم بالتداولات اليومية السريعة من خلال فتح وإغلاق الصفقات في نفس اليوم فإن التحليل الفني يعطيك أسعار الأسهم في وقت قصير.
هل هناك أدوات محددة يجب استخدامها في التحليل الفني؟
من أهم أدوات التحليل الفني مؤشرات الدعم والمقاومة والاتجاهات المختلفة سواء الصاعدة أو الهابطة كذلك المخططات البيانية مثل الشموع اليابانية.
هل يمكن استخدام التحليل الفني في تداول العملات؟
نعم يمكن استخدام التحليل الفني مع العملات وهي من الأسواق الأشد خطورة وتقلبًا عن بقية الأسواق من أجل تحديد مستقبل كل عمله في وقت قصير.
هل يمكن تطبيق التحليل الفني في التداول بالأسهم في الأسواق الناشئة؟
نعم يمكن تطبيق التحليل الفني في الأسهم الخاصة بالأسواق الناشئة لتوقع حركة كل سهم في المستقبل.
بالنهاية قد أوضحنا أهمية التحليل الفني للأسهم وكيفية استخدامه بشكل صحيح وماهي الرسوم البيانية للأسهم والفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي.
