كيفية تداوُل الذهب و الاستثمار فيه

الذهب والربح المالي من الأمور التي يبحث عنها المستثمرين والمتداولين، الراغبين في دخول أسواق المال وكذلك أصحاب الخبرة، بالأخص في أوقات التحديات الاقتصادية الحالية مثل التضخم والركود الاقتصادي والأحداث السياسية التي تؤثر على السوق وسلاسل الإمدادات العالمية، مما جعل الذهب الاختيار الاستثماري المفضل للعديد من الناس، ومن خلال موقعنا “التداول” سوف نوضح مجموعة من التفاصيل.
منذ العصور القديمة، كانت سبائك المعادن النفيسة وخصوصا المعدن الأصفر ، مرتبطة دائمًا بالثروة المالية. في الأسواق المالية، تميل الأصول الثابتة مثل استثمارات الذهب إلى الاحتفاظ بقيمتها على مدى فترات طويلة من الزمن، وبالتالي، فإنها توفر مخزن القيمة للثروة على المدى الطويل لتجار السلع.

لماذا تتداول الذهب؟

يمكن أن يكون الاستثمار في الذهب والسبائك النفيسة الأخرى جزءًا مهمًا من محفظة استثمارية متنوعة طويلة الأجل. جاذبية الذهب الخالدة خلقت استثمارًا مستقرًا، ويمكن أن يجعل الاستثمار في الذهب أداة مفيدة لإدارة المخاطر. المعادن الثمينة لها قيمة جوهرية حيث يرتبط سعرها بشكل عكسي بقيمة الدولار الأمريكي USD، وهو آلية التسعير المعيارية للسلع والعملة الاحتياطية في العالم. كما يمكن تخزين قيمة الذهب بالقيمة الحقيقية وسط التقلبات الاقتصادية وتوفير تحوط ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. يُستخرج الذهب ويتم تداوله عالميًا، مما يوفر سيولة دولية في تداول المعادن الثمينة.

السبائك والعملات النقدية الذهبية

أما عن مميزات الاستثمار في السبائك الذهبية، فهي ما جعلت خبراء الاقتصاد ينصحون بها المستثمرين فمن خلال الاستثمار في السبائك الذهبية من دون الحلي الذهبية المصنعة، باعتبارها الصورة الأصلية للذهب من أفضل أنواع الاستثمارات المضمونة ويوجد سبائك من الذهب النقي عيار 24 وهي عبارة عن ذهب خام غير مضاف إليه أي مواد أخرى معدنية مثل النحاس الذي يتم خلطه بالذهب ليسهل تشكيله.

كذلك تعتبر السبائك الذهبية من أفضل طرق شراء الذهب سواء بغرض الاستثمار أو الادخار وذلك بسبب قلة مصنعيتها لأنها عبارة عن قالب من الذهب يستخدم للادخار أو الاستثمار طويل المدى فقط، ولكن على الرغم من كثرة الأرباح التي يحققها أصحاب السبائك الذهبية إلا أنها تحتوي على عيب كبير وهو صعوبة الحصول على مكان آمن لتخزينها لفترات طويلة بالإضافة إلى أن أرباحها بطيئة لأنها تعتمد على أسعار الذهب في الأسواق وهو ما يعني الخضوع إلى قوانين العرض والطلب.

علاقة الذهب بالدولار

بالنسبة إلى الغطاء الذهبي فإن له فوائد كبيرة، من أهمها وجود أصول تدعم قيمة العملات الورقية مثل الدولار، وهو ما يعني تقليل حدوث عجز في الميزانية، بالإضافة إلى تقليل حدوث التضخم الذي قد يحدث بسبب وجود كثير من النقود لشراء قليل من السلع والخدمات، ما يجعل النقود تفقد بعض قيمتها، كذلك فإن طباعة الدولار دون الغطاء الذهبي تحدث بشكل مخطط من قبل وزارة الخزانة الأمريكية والاحتياط الفيدرالي وذلك لضبط التضخم والتحكم في تدفقات العملة إلى الأسواق، ومن ثم المحافظة على ثقة العالم بعملة الدولار الأمريكي، ونتيجة لتلك الثقة فقد ظل الدولار سيد العملات، بل العملة العالمية الأولى في المعاملات التجارية والاحتياطيات العالمية، لأن نحو 90% من تداولات العملات الأجنبية تحتوي على الدولار، ويشكل الدولار أكثر من نحو 60% من جميع احتياطيات النقد الأجنبي في البنوك المركزية، كما يستخدم في إصدار أكثر من 40% من ديون العالم.

لماذا يحب المستثمرون الذهب

يتمتع الذهب بسجل حافل بالعائدات والسيولة، مما يجعله عاملًا فعالاً للغاية للتنويع في المحفظة الاستثمارية، وهذه المميزات التي تتوفر في استثمارات الذهب مهمة بشكل خاص للمستثمرين:

• العوائد: تفوق أداء الذهب على الأسهم والسندات في فترات معينة، على الرغم من أنه لا يتغلب عليها دائمًا.
• السيولة: إذا كنت تشتري أنواعًا معينة من الأصول القائمة على الذهب، فيمكنك تحويلها بسهولة إلى نقد.
• الارتباطات المنخفضة: غالبًا ما يكون أداء الذهب مختلفًا عن أداء الأسهم والسندات، مما يعني أنه عندما ترتفع، قد ينخفض ​​الذهب أو العكس.

 بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذهب مزايا أخرى :

• التنويع: نظرًا لأن الذهب عمومًا لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأصول الأخرى، يمكن أن يساعد في تنويع المحافظ، مما يعني أن المحفظة الإجمالية أقل تقلبًا.
• مخزن أمن للقيمة: غالبًا ما يرجع المستثمرون إلى الذهب عندما يرون تهديدات للاقتصاد، مما يجعله استثمارًا أمنًا.

هذه بعض المميزات الرئيسية للاستثمار في الذهب، لكن الاستثمار في الذهب مثل جميع الاستثمارات لا يخلو من المخاطر والعيوب، بينما يؤدي الذهب أداءً جيدًا في بعض الأحيان، فليس من الواضح دائمًا متى يتم شرائه، نظرًا لأن الذهب في حد ذاته لا ينتج تدفقات نقدية، فمن الصعب تحديد متى يكون رخيصًا، هذا ليس هو الحال مع الأسهم، حيث توجد إشارات توضح ما هي أرباح الشركة.

طرق تداول الذهب

عملية تداول الذهب عبر الإنترنت تتم من خلال الطرق التالية:

• تداول الذهب الفوري:

تعتمد تلك الأداة بشكل كامل على تداول قيمة معدن الذهب في ذات الوقت وهو ما يناسب من حيث استراتيجيات التداول قصيرة الأجل، وتعمل من خلال قدرة المتداولين على توقع اتجاهات أسعار الذهب خلال فترة زمنية قصيرة.

• أسهم الذهب:

وهو مصطلح يعني عملية تداول أسهم الشركات النشيطة في مجال التعدين وبالأخص مجال التنقيب عن الذهب رغم وجود مخاطر كبيرة.

• صناديق الإستثمار:

للتداول غير المباشر على الذهب، يمكنك صفقات ضراء و بيع في شركات تعمل ضمن سلسلة إمدادات الذهب، أو مع صناديق الاستثمارفي الذهب – حيث يتتبَّع بعضها سعر الذهب الأساسي، بينما يتتبَّع البعض الآخر مجموعة من أسهم شركات الذهب.يكون التداول على السعر الأساسي للأسهم والصناديق المرتبطة بالذهب وذلك عبر عقود الفروقات. و ذلك دون ملكية فعلية للأسهممما يمكنك من الشراء أو البيع على المكشوف.

من ناحية أخرى عند الاستثمار طويل الاجل ، إذا اخترت شراء الأسهم والاحتفاظ بها على أمل ارتفاع سعرها مع ازدياد قيمة الذهب وارتفاع إيراداتها. فسوف يمكنك ذلك من الحصول على حقوق التصويت وأي توزيع للأرباح على السهم.

• المشتقات المالية على الذهب

هي عبارة عن عقود مالية قيمتها ترتبط بقيمة الأصل، وتستخدم على نطاق واسع لمن يرغب تحقيق عوائد محتملة، والوصول إلى أسواق إضافية مع التحوط ضد المخاطر، وتتغير قيمة الأصل وذلك تبعًا لظروف السوق، كما يمكنك تداول المشتقات عن طريق التنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية، ومن ضمن أنواع المشتقات: 

• عقود الذهب الآجلة:

أحد أهم الأدوات الأساسية للتداول في الذهب وهى عبارة عن اتفاق للتداول سواء بالبيع أو الشراء وذلك من خلال تحديد سعر بشكل مسبق على أن تتم تسوية تلك الصفقة في تاريخ مستقبلي، ويتم استخدام تلك الأداة في أكبر البورصات العالمية منها بورصة لندن وشنغهاي وأيضًا في الأسواق الأمريكية وتبلغ القيمة للعقود الآجلة نحو 100 أوقية من الذهب.

تعتبر كيفية تحليل أسعار الذهب مهارة أساسية للمستثمرين والمتداولين في سوق الذهب. يتطلب تحليل أسعار الذهب فهم العوامل المؤثرة مثل الأوضاع الاقتصادية العالمية، السياسات النقدية، والتغيرات في معدلات الطلب والعرض. يجب على المستثمرين متابعة الأخبار الاقتصادية واستخدام أدوات التحليل الفني والأساسي لتقدير الاتجاهات المستقبلية لأسعار الذهب. تحليل الأسعار بدقة يساعد في اتخاذ قرارات استثمارية وتداولية مستنيرة، مما يعزز فرص تحقيق الأرباح.

عقود الفروقات على الذهب

تعد عقود الفروقات (CFD) للمعدن الثمين (الذهب) آلية استثمارية توفر فرصة للربح من التقلبات في أسعار الذهب دون الحاجة لامتلاكه فعليًا. تتيح هذه الأداة المالية، المشابهة للأسهم، الاستفادة من الارتفاع والانخفاض في قيمة الذهب، مع ميزة التداول على الهامش، مما يعزز تعرض المستثمر لسوق الذهب بتكلفة أقل من تكلفة الشراء المباشر.

آليات تداول الذهب تتوازى مع تداول العملات، حيث يُعرف الذهب في أسواق المال برمز XAU. الأسعار الأكثر شيوعًا للذهب تُقدر بالدولار الأمريكي لكل أوقية (XAU/USD)، إلا أن هناك تنوعًا في أسواق الصرف مثل اليورو (XAU/EUR)، الجنيه البريطاني (XAU/GBP)، الين الياباني (XAU/JPY)، والفرنك السويسري (XAU/CHF).

تداول عقود الفروقات على الذهب يتطلب فهمًا عميقًا لديناميكيات السوق والعوامل المؤثرة في تقلبات أسعار الذهب. القدرة على تحليل وتوقع هذه التحركات السعرية تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الربح في هذا المجال المالي.

العلاقة بين الذهب والدولار الأمريكي تُعد واحدة من أهم الجوانب في تداول واستثمار الذهب. عادةً ما يوجد ارتباط عكسي بين قيمة الذهب وقوة الدولار؛ فعندما يضعف الدولار، غالبًا ما ترتفع أسعار الذهب. يجب على المستثمرين تحليل العوامل الاقتصادية الكلية التي تؤثر على الدولار الأمريكي، بما في ذلك سياسات الفيدرالي الأمريكي والمؤشرات الاقتصادية. يساعد فهم هذه العلاقة في تحديد أفضل الفرص للشراء والبيع، ويعتبر عنصرًا مهمًا في وضع استراتيجيات الاستثمار في الذهب.

ما الذي يؤثر على سعر الذهب؟

هناك عدة عوامل تؤثر على سعر الذهب، و هذه اهمها:

1. العرض والطلب على الذهب

يلعب التوازن السوقي دورًا حاسمًا في تحديد أسعار الذهب. عند زيادة المعروض وانخفاض الطلب، يتجه السعر نحو الانخفاض. بالمقابل، يؤدي الطلب القوي والعرض المحدود إلى ارتفاع الأسعار. يتميز الذهب بطلب مستمر يفوق العرض، مما يساهم في الحفاظ على قيمته السوقية المرتفعة.

2. معنويات السوق

تؤثر تصورات المستثمرين بشكل ملحوظ على سعر الذهب، حيث يُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات الغموض الاقتصادي. يزداد الطلب على الذهب في ظل الأسواق الهابطة، مما يؤدي إلى ارتفاع قيمته كأصل استثماري آمن.

3. الظروف الاقتصادية والجيوسياسية

يتأثر سعر الذهب بشكل كبير بالأزمات المالية والتحولات السياسية. فعلى سبيل المثال، شهد الذهب ارتفاعًا في قيمته خلال أزمة الديون الأوروبية عام 2011 والتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في 2019. يُنظر إلى الذهب كأصل استثماري مستقر في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.

4. تأثير تقلبات العملة

كون الذهب يُتداول بشكل رئيسي بالدولار الأمريكي، فإن للدولار تأثيرًا واضحًا على سعره. يتميز الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار؛ فعندما يرتفع الدولار، يميل سعر الذهب للانخفاض، والعكس صحيح.

5. التضخم والانكماش

يُعد الذهب ملاذًا استثماريًا في أوقات التضخم أو الانكماش، حيث يتجه المستثمرون نحوه لحماية قيمة استثماراتهم. يرتفع سعر الذهب في فترات التضخم، بينما يميل للانخفاض في ظروف التضخم المنخفض أو الغائب.

6. معدلات الفائدة

على الرغم من عدم وجود علاقة مباشرة بين معدلات الفائدة وسعر الذهب، إلا أن معدلات الفائدة المرتفعة قد تؤدي إلى انخفاض في سعر الذهب. تعكس معدلات الفائدة توقعات البنوك المركزية تجاه التضخم، مما يؤثر أحيانًا على قيمة الذهب.

يعتبر الذهب من أكثر السلع قيمة في الأسواق المالية، ويُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات الاضطراب الاقتصادي. يتأثر سعر الذهب بالعديد من العوامل مثل السياسات النقدية، الأحداث الجيوسياسية، والطلب العالمي. يُعتبر تداول واستثمار الذهب استراتيجية مهمة لتنويع المحفظة الاستثمارية والحماية من التضخم. يتطلب النجاح في تداول الذهب فهمًا جيدًا للسوق والقدرة على تحليل التوجهات الاقتصادية والمالية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

تداول السلع، بما في ذلك الذهب، يُعد جزءًا أساسيًا من الأسواق المالية العالمية. يتميز تداول السلع بتقلباته السعرية التي تعتمد على العرض والطلب، الظروف الجيوسياسية، والتغيرات الاقتصادية. يُعتبر الذهب من أبرز السلع المتداولة، حيث يوفر فرصًا للمستثمرين لتحقيق الأرباح والتحوط ضد التقلبات الاقتصادية. يحتاج المستثمرون إلى تحليل عوامل السوق بعناية وتطبيق استراتيجيات التداول المناسبة لتحقيق أفضل النتائج من تداول السلع مثل الذهب.

بالنهاية نكون قد أوضحنا العلاقة بين الذهب والاستثمار الآمن للحفاظ على قيمة المال ضد التضخم وافضل طرق التداول والاستثمار في الذهب من كافة أنحاء العالم ومميزات وعيوب ذلك.